الصيام المتقطع ومرضى السكرى: إيجابيات وسلبيات ونصائح
هناك الكثير من الأحاديث حول نتائج الصيام المتقطع ، وهذا ليس بالأمر الجديد. ولكن هل يعمل هذا النظام بشكل جيد مع مرضى السكرى.
فى أسفل المقالة ، يقيّم الخبراء إيجابيات وسلبيات الصيام المتقطع لمرضى السكرى من النوع 2 ويقدمون نصائح حول كيفية القيام بذلك بشكل آمن.
اولاً ، ما هو الصيام المتقطع؟
تقول إيمى روثبرج – أستاذة الطب الباطنى فى قسم التمثيل الغذائي والغدد الصماء والسكرى فى جامعة ميشيغان: “الصيام المتقطع هو مصطلح شامل للعديد من الأساليب [الغذائية] لإنقاص الوزن التى تشمل الصيام”.
- تناول الطعام فى وقت ثابت 16 : 8 من اليوم: يعنى ذلك أنه يحدد وقت ثابت خلال اليوم لتناول الطعام. قد يكون تناول الطعام فى غضون 8 ساعات (على سبيل المثال: تناول الطعام من الساعة 10 صباحاً إلى 6 مساءً) ثم الصيام عن الطعام لمدة 16 ساعة المتبقية من اليوم ، وهذا هو الأسلوب الشائع يسمى 16 : 8 فى نظام الصيام المتقطع.
- الصيام المتقطع 5:2 بالأسبوع: عبارة عن تناول الطعام لمدة 5 أيام فى الأسبوع ، وصيام يومين (غير متتاليين) يتم تناول 500 سعرة حرارية أو أقل فى أيام الصيام.
إيجابيات الصيام المتقطع لمرضى السكرى من النوع 2
هناك قائمة طويلة من الفوائد الصحية المزعومة من الصيام المتقطع. نٌشرت دراسة فى ديسمبر عام 2019 فى مجلة “New England Journal of Medicine“.
تشير الدراسة التى أجريت على القوارض إلى أن التقييد بالوقت يقلل من وزن الجسم ، ويحسن التحكم فى نسبة السكر فى الدم ، ويخفض مستويات الأنسولين ، ويقلل من ارتفاع ضغط الدم ويمنع فرط شحميات الدم ، ويقلل من الدهون الكبدية ، ويحسن الالتهابات ، ويبطئ نمو الأورام .
لكن كيفية تأثير الصيام المتقطع بالضبط على الأشخاص الذين تم تشخيص إصابته بمرض السكرى من النوع 2 – هى أقل وضوحاً إلى حد ما. فيما يلى بعض المزايا المحتملة:
1- قد يدعم إنقاص الوزن
وفقاً لـ جمعية السكرى الأمريكية ، فإن الخسارة المعتدلة لحوالى 5 فى المائة من إجمالي وزن الجسم لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ، مرتبطة بالتحسينات فى عوامل الخطر الأيضية (مثل: تراكم الدهون الزائدة حول الخصر). بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكرى ويرغبون فى انقاص الوزن ، يمكن أن يكون الصيام المتقطع وسيلة قوية لتحقيق هذا الهدف.
ولكن ما إذا كان أنظمة الصيام المتقطع أفضل بالنسبة لمرضى السكرى من أجل إنقاص الوزن يظل هذا غير واضح. أى ، أدى دمج الصيام المتقطع مع تقييد السعرات الحرارية إلى نتائج مماثلة لفقدان الوزن عند مطابقة السعرات الحرارية وعدم تقييدها ، وفقاً لمراجعة منهجية أجريت فى سبتمبر 2022 فى “مجلة أكاديمية التغذية وعلم التغذية“.
تقول مولى تشانزيس – اخصائية التغذية ومعلمة معتمدة فى رعاية مرض السكرى: “عند مقارنة نمطى الأكل ، فإن الصيام المتقطع ليس أكثر فعالية من تقييد السعرات الحرارية بشكل معتدل من أجل إنقاص الوزن”. “ستعمل الطرق المختلفة بشكل أفضل مع مختلف الأشخاص ، لذلك من المهم الوضع فى الاعتبار نمط الأكل أو الأسلوب الأفضل أو النظام الأفضل لإنقاص الوزن”.
2- يحسن حساسية الأنسولين
عند إجراء بحث سريع على الإنترنت وجد أن الصيام المتقطع يحسن حساسية الأنسولين.
تشير الأبحاث إلى أن الأنظمة الغذائية المقيدة بالوقت قد تحسن كل من حساسية الأنسولين ووظيفة خلايا بيتا فى البنكرياس لدى الرجال المصابين بداء السكرى ، حتى بدون وجود رغبة فى فقدان الوزن ، وفقاً لدراسة صغيرة أجريت فى يونيو 2018 فى “استقلاب الخلية“. مثل معظم الأبحاث حول هذا الموضوع ، كانت هذه الدراسة قصيرة المدة.
سلطة مراجعة أجريت فى فبراير 2021 فى قسم “مرض السكرى وعلم الغدد الصماء” الضوء أيضاً على النتائج التى تفيد بأن أنظمة الصيام المتقطع أدت إلى انخفاض كبير فى المؤشرات الحيوية مثل الأنسولين الصائم عند مقارنتها بأنظمة تقييد السعرات الحرارية.
لذلك ، بينما يبدون أن الصيام المتقطع يحسن حساسية الأنسولين ، فهو مجرد نظام واحد من العديد من الأنظمة الذى يمكن اتباعها التى تفيد مرضى السكرى.
تقول الدكتورة روثبرج: “بالنظر إلى الدراسات الصغيرة ذات المدة القصيرة نسبياً ، يجب ألا تكون التغذية المقيدة بالوقت هى الطريقة الوحيدة المتبعة لتحسين حساسية الأنسولين”. “يمكن القيام باتباع التغذية المقيدة بالوقت أن تكون مفيدة لأولئك الذين يعانون من مقاومة الأنسولين ، وأن تكون جزء من خطة أكثر شمولاً لخفض السعرات الحرارية الإجمالية ، مع ممارسة التمارين الرياضية والنوم الجيد للمساعدة على تحقيق هدف إنقاص الوزن”.
سلبيات الصيام المتقطع لمرضى السكرى من النوع 2
الصيام المتقطع ليس خالياً من المخاطر – ويمكن أن تكون سلبياته المحتملة أكثر خطوة بالنسبة لمرضى السكرى.
1- قد يؤدى إلى نقص السكر فى الدم
تقول تشانزيس: “يمكن أن يؤدى الصيام إلى إنخفاض نسبة السكر فى الدم لدى بعض الأشخاص لأنه يعنى الإنقطاع عن تناول الطعام لفترة طويلة من الوقت دون وصول أي مغذيات لمجرى الدم”.
تعمل أدوية مرض السكرى مثل الأنسولين و السلفونيل يوريا على خفض مستويات السكر فى الدم. إذا تم القيام باتباع نظام الصيام المتقطع مع هذه الأدوية ، فمن المحتمل أن تنخفض مستويات السكر فى الدم بشكل عالى جداً ، مما يؤدى إلى نقص السكر فى الدم.
تقول الدكتورة روثبرج: “قد يؤدى القيام بنظام 5:2 فى الصيام المتقطع إلى تعقيد أنظمة الأنسولين بالنسبة لأولئك الذين يتناولون الأنسولين ، حيث يحتاجون إلى كمية أقل بكثير من [الأنسولين] فى الأيام التى يصومون فيها وقد يحتاجون إلى المزيد من [الأنسولين] فى الأيام التى يتناولون فيها الطعام”.
وتقول نينا سوندارام – طبيبة الغدد الصماء ومؤسس Aura Endocrinology: من الأسهل ضبط الأنسولين للأشخاص الذين يستخدمون مضخة الأنسولين (insulin pump) ، حيث يمكن ضبط الإعدادات الأساسية كل ساعة”. “بالنسبة للمرضى يأخذون الأنسولين عن طريق الحقن ويرغبون فى اتباع الصيام المتقطع ، سيحتاجون إلى تقليل جرعة الأنسولين الأساسية”.
من الأفضل لمرضى السكرى الذين يستخدمون الأدوية ، الذهاب إلى الطبيب قبل البدء فى اتباع أنظمة الصيام المتقطع ، حيث قد يحتاجون بشكل كبير إلى التعديل فى الأدوية ونسبة الأنسولين لمنع الانخفاضات الخطيرة فى نسبة السكر فى الدم أثناء فترات الصيام”.
2- يمكن أن يسبب ارتفاع فى السكر فى الدم
تخيل هذا: لقد قطعت شوطاً طويلاً دون تناول وجبة طعام وكل ما تريده هو تناول وجبة سريعة (مثل البيتزا أو البرجر أو طبق كبير من المعكرونة). إن الحاجة إلى الكربوهيدرات البسيطة هى استجابة الجسم الطبيعية لكونه فى حالة انخفاض السكر فى الدم.
المشكلة؟ تميل الكربوهيدرات البسيطة إلى رفع مستويات السكر فى الدم ، ويمكن أن تؤدى إلى الزيادات السريعة فى الجلوكوز إلى مضاعفات بمرور الوقت لدى مرضى السكرى.
3- يمكن أن يضر بحالة ترطيب الجسم
تقول الدكتورة روثبرج إن الأشخاص الذين يتناولون معينة من الأدوية تسمى الناقلات المشتركة لجلوكوز الصوديوم لإدارة مرض السكرى “يمكن أن يتعرضوا لمشاكل الجفاف بسرعة كبيرة ، حيث يمكن أن تستنفد هذه الأدوية الجسم من الملح والماء”.
أن هذه الأدوية إلى جانب فرص أقل من تناول الأطعمة المرطبة مثل الفواكه والخضروات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالجفاف لدى مرضى السكرى.
تزداد احتمالية حدوث هذا الخطر المحتمل عند اتباع خطة الصيام المتقطع 5:2 والتى تقيد بشدة ، أو تحظر تماماً لمرضى السكرى.
4- قد يؤدى الصيام المتقطع إلى نقص المغذيات
تقول ديانا ميسا – أخصائية التغذية المعتمدة فى الولايات المتحدة ومتخصصة فى رعاية مرضى السكرى ومؤسسة En La Mesa Nutrition: “يمكن أن يساهم أتباع أو القيام بالصيام المتقطع لمدة طويلة الأمد فى خطر الإصابة بسوء التغذية ونقص المغذيات مثل الفيتامينات والمعادن الهامة ، هذا لأن المدة الزمنية المتاحة لتناول الطعام فيها قصيرة ، فقد تقل كمية العناصر الغذائية التى تحصل عليها”.
إذا كنت ترغب فى البدء فى الصيام المتقطع ، فيفضل أن تتابع مع أخصائي تغذية للتأكد من أنك تحصل على جميع الفيتامينات والمعادن التى تحتاجها.
نصائح للاتباع الصيام المتقطع لـ مرضى السكرى
كيف تتصرف بأمان عند الإصابة بمرض السكرى
1- اختر النهج الصحيح
تعتمد السلامة مع اتباع الصيام المتقطع لمرضى السكرى من النوع 2 مبنى على النهج الذى اخترته.
تقول الدكتورة روثبرج: “على عكس نظام الصيام المتقطع 5:2 ، فإن تناول الطعام المقيد بالوقت يعتبر آمنة نسبياً”. “وأعتقد أنه ليس هناك مشكلة كبيرة من تقليل استهلاك الطعام من 8 إلى 12 ساعة فى اليوم”.
ومع ذلك ، “كلما طالت فترة الصوم ، زادت المخاطر”. “قد يكون فترة الصوم الأقصر فى المدة تكون أكثر صحياً لكثير من الناس”.
2- جعل الأمر سهل وليس معقداً
إذا كنت تميل إلى تناول الطعام طوال الوقت أو تناول وجبات خفيفة فى وقت متار من الليل ، فابدأ بصيام معتدل لمدة 12 ساعة وتناول وجبة إفطار فى حوالى الساعة 8 صباحاً وأن يكون آخر وقت لتناول وجبة العشاء الساعة 8 مساءاً. تناول الطعام قبل النوم بساعات قليلة مفيد ليس فقط لاستقرار نسبة السكر فى الدم ، ولكن أيضاً يحسن من جودة النوم وعملية الهضم.
من هنا ، يمكن تجربة الصيام لفترات أقصر عن تناول الطعام يومياً. فقط تأكد من القيام بذلك تحت إشراف الطبيب.
3- التحدث إلى الطبيب
تقول الدكتورة روثيرج: “من المهم التحدث مع الطبيب اولاً ووضع خطة مستدامة معاً” ، خاصة للأشخاص الذين يتناولون أدوية مرض السكري.